الأستاذ محمد كوكطاش: اغفروا زلاتهم ليعود الصفاء إلى القلوب

يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن نسيان الإساءة وتذكر الخير من صفات النفوس النبيلة، بينما التشبث بالضغائن يعيق التصالح ويُضعف الأمة، ويشدد على أهمية الإصلاح في الإسلام ويحذر من دور مثيري الفتن في تأجيج الخلافات، داعيًا للتسامح قبل العيد.
الإنسان الذي لا ينسى الإساءة التي تعرض لها، أو يعجز عن تجاوزها، لا يُعد إنسانًا فاضلًا، إذ إنه يسهم في نشر طاقة سلبية في المجتمع بقدر من أساء إليه.
هذه الفئة من الأشخاص، كلما ذُكر أمامهم شخص أساء إليهم أو التقوا به، استعادوا فورًا ما بدر منه من إساءة، وكأن ذاكرتهم تختزن فقط المواقف السلبية. وهذا ليس سوى ضعف، بل قد يكون مرضًا نفسيًا. والأخطر من ذلك، أنهم يرون أنفسهم دائمًا في موقع الحق، معتبرين أن ما تعرضوا له من ظلم يبرر لهم احتفاظهم بهذا الشعور.
وعلى النقيض، نجد أنهم نادرًا ما يتذكرون الخير الذي أسداه إليهم الآخرون، بل يتجاهلونه أو يمحونه من ذاكرتهم بسهولة.
هذا التوجه في التفكير يمنع فرص التصالح والتقارب، ويخلق جدارًا من النفور والقطيعة. وغالبًا ما نلمس هذه الصعوبة عند محاولة التوسط لحل النزاعات، حيث يُبادر أحد الأطراف بالقول: "هل تعلم ما الذي فعله بي؟"، ثم يبدأ بسرد التفاصيل وكأنها حدثت بالأمس.
وما يزيد الأمر تعقيدًا، وجود أشخاص يتغذون على هذه الخلافات، فيحرصون على تأجيجها عبر تذكير الأطراف المتخاصمة بما جرى في الماضي، وكأنهم يتلذذون بإبقاء الجراح مفتوحة، مستخدمين عبارات مثل: "ألم تتذكر ما فعله بك؟". هؤلاء ليسوا سوى أدوات لتعميق الشروخ الاجتماعية.
وإذا تفشت هذه العقلية في مجتمع ما، فإن ذلك مؤشر خطر على بنيانه الأخلاقي والاجتماعي.
من هذا المنطلق، شدّد الإسلام على أهمية الإصلاح بين الناس، وبذل الجهود لرأب الصدع، وأولى اهتمامًا كبيرًا لدور الوسطاء في تحقيق هذا الهدف.
وقد ورد في كتاب المُنَبِّهَات لابن حجر أن النبي ﷺ قال:
"انسَ أمرين؛ إحسانك للناس، وإساءة الناس إليك. ولا تنسَ أمرين؛ إساءتك للناس، وإحسان الناس إليك."
إن هذه الوصية النبوية العميقة تزداد أهمية في أيام الأعياد، حيث تُمثل فرصة سانحة لتجاوز الأحقاد وبناء جسور المودة والتسامح.
إن العفو عن الآخرين وستر الزلات من سمات النفوس العظيمة، وهو ليس مجرد تصرف فردي، بل مسؤولية اجتماعية تسهم في تماسك الأمة. فالقطيعة بين الأفراد لا تقتصر أضرارها عليهم وحدهم، بل تمتد لتُضعف الكيان الإسلامي برمّته.
لذا، علينا أن نولي هذا الأمر اهتمامًا جادًا قبيل العيد، وأن نسعى لترميم العلاقات وإعادة الوئام بين من شابت علاقتهم خلافات.
وفي هذا السياق، أتقدم إليكم بأسمى التهاني والتبريكات بمناسبة يوم الجمعة، وعرفة، وعيد الأضحى المبارك، سائلًا الله أن يجعله عيد خير ورحمة ووحدة للأمة الإسلامية. (İLKHA)
تنبيه: وكالة إيلكا الإخبارية تمتلك جميع حقوق نشر الأخبار والصور وأشرطة الفيديو التي يتم نشرها في الموقع،وفي أي حال من الأحوال لن يمكن استخدامها كليا أو جزئياً دون عقد مبرم مع الوكالة أو اشتراك مسبق.
يسلط الأستاذ حسن ساباز الضوء على استغلال نتنياهو للدعم الأمريكي والتأييد العربي الضمني لتصعيد هجماته على غزة، هروبًا من المحاكمة بتهم الفساد، وتوظيفه الأيديولوجيا الدينية لتبرير سياساته، ورغم الإدانات الدولية، يستمر الاحتلال في جرائمه، في ظل تصاعد الاحتجاجات الداخلية ورفض الخدمة العسكرية، مما قد يهدد مستقبله السياسي.
يؤكد الأستاذ محمد كوكطاش أن الإجراءات القانونية ضد حزب الشعب الجمهوري تمثل تحولًا غير مسبوق في المشهد السياسي التركي، حيث تواجه الدولة الحزب لأول مرة بتهم فساد، مما قد يؤدي إلى تداعيات كبيرة، بما في ذلك احتمالية حله.
يحث الأستاذ محمد كوكطاش على تخصيص العشرة أيام الأخيرة من رمضان للتوجه إلى الله والاعتكاف بعيدًا عن العالم، مع تجنب الإسراف في التحضيرات للعيد التي تستهلك وقت النساء، مشيرًا إلى أهمية استثمار هذه الأيام المباركة في العبادة بدلاً من الانشغال بالمظاهر.